صرح الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش اليوم (15 فبراير) في قمة الاتحاد الأفريقي، قائلاً: "يجب على المجتمع الدولي أن يعمل معًا لوقف تداول الأسلحة وتمويل إراقة الدماء في السودان"، مشددًا على أنه "يجب تجنب تصعيد الوضع الإقليمي بأي ثمن" في جمهورية الكونغو الديمقراطية.
في ظل النزاعات والتوترات التي تشهدها العديد من الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي، ألقى الأمين العام كلمة في مقر الاتحاد الأفريقي في أديس أبابا، إثيوبيا، قائلاً: "يجب ألا ينسى العالم أبدًا أن أفريقيا كانت ضحية لظلمين هائلين ومعقدين."
أولًا، صرح غوتيريش قائلاً: "إن آثار الاستعمار وتجارة العبيد عبر المحيط الأطلسي عميقة"، مشيرًا إلى أن جذورها "تعود إلى قرون مضت، ولا تزال آثارها المريرة تؤثر على الأفارقة وأحفادهم اليوم."
ثانيًا، أشار إلى أنه "عندما تم إنشاء النظام متعدد الأطراف اليوم، كانت أفريقيا لا تزال تحت الحكم الاستعماري، وهذا الظلم لا يزال قائمًا."
وأكد الأمين العام قائلاً: "من غير المقبول تمامًا أن أفريقيا لا تزال تفتقر إلى مقعد دائم في مجلس الأمن في القرن الحادي والعشرين."
وقال: "السودان ينهار أمام أعيننا، وهو حاليًا موقع لأكبر أزمة نزوح ومجاعة في العالم."
واصل غوتيريش حديثه قائلاً إن جمهورية الكونغو الديمقراطية "تعاني مرة أخرى من دورة وحشية من العنف. فمع استمرار هجوم حركة M23، تشتعل نيران الحرب في مقاطعة جنوب كيفو، مما قد يدفع المنطقة بأكملها إلى الهاوية."
ودعا إلى تحقيق "العدالة" في إدارة الموارد المعدنية الحيوية لأفريقيا، قائلًا: "غالبًا ما تتعرض بلدانكم للنهب، وتُحبس في أسفل سلسلة القيمة، بينما تستفيد دول أخرى من مواردكم لتصبح أكثر ثراءً."
وأكد الأمين العام قائلاً: "يجب أن تعود ثروات أفريقيا المعدنية بالنفع على شعوبها."
وفي مؤتمر صحفي لاحق، أخبر الأمين العام للأمم المتحدة الصحفيين أنه في جمهورية الكونغو الديمقراطية، "منذ دخول القوات إلى بوكافو، أصبح خطر التوسع الإقليمي مرتفعًا للغاية"، ورحب بـ"الاتفاقات الهامة التي تم التوصل إليها، والتي يجب تنفيذها الآن"، بما في ذلك تفكيك قوات الديمقراطية لتحرير رواندا، وانسحاب القوات الرواندية، "مع ضمان الحفاظ على وحدة أراضي جمهورية الكونغو الديمقراطية من خلال الدبلوماسية والحوار."
وعند سؤاله عن الوضع في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قال: "إن استئناف الحرب في غزة أمر لا يمكن تصوره. فمعاناة الشعب الفلسطيني ستكون غير محتملة على الإطلاق. ولذلك، فإن هدفنا الآن هو دعم قطر، ودعم مصر، ودعم الجهود الأخيرة التي بذلتها الولايات المتحدة لضمان عدم اندلاع الحرب مجددًا، وضمان نجاح المرحلتين الثانية والثالثة من المفاوضات."
وقال غوتيريش: "من الواضح أن هناك مشكلات داخل الأمم المتحدة، وهي تتعلق بالخلافات الجيوسياسية. فقد جعلت هذه الخلافات مجلس الأمن غير قادر على التصرف في معظم الأزمات الكبرى. وبالتالي، تجد الأمم المتحدة صعوبة في لعب دور فعال في حل العديد من النزاعات العالمية. ولهذا السبب فإن إصلاح مجلس الأمن أمر بالغ الأهمية، ولهذا أصر على ذلك مرة أخرى اليوم."
موضوع القمة لهذا العام هو "تحقيق العدالة للأفارقة وأحفادهم من خلال التعويضات".