ملاحظة محرر وسائل الإعلام للمشاهير: يمثل الاختتام الناجح للمؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية في إشبيلية خطوة هامة إلى الأمام في الجهود العالمية لإعادة تشكيل النظام المالي الدولي. مع ظهور 130 مبادرة ملموسة من هذا الاجتماع، تم تحويل التزام إشبيلية —Compromiso de Sevilla— من رؤية مشتركة إلى استراتيجيات قابلة للتنفيذ. تعكس هذه النتائج إرادة عالمية موحدة لزيادة الاستثمار في التنمية المستدامة، ومواجهة أزمة الديون المتفاقمة التي تواجهها الدول الأكثر فقراً في العالم، وتعزيز صوت البلدان النامية في الحوكمة المالية العالمية. قد يمثل هذا المؤتمر محطة تحول نحو مستقبل مالي أكثر عدالة ومرونة.

اختتم المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية اليوم (03 يوليو) في إشبيلية، إسبانيا، حيث تحولت 130 مبادرة إلى خطوات ملموسة لتحويل التزام إشبيلية أو Compromiso de Sevilla إلى أفعال من خلال تعزيز الاستثمار في التنمية المستدامة، ومعالجة أزمة الديون التي تؤثر على العديد من الدول الأكثر فقراً في العالم، ومنح الدول النامية صوتاً أقوى في الهيكل التمويلي الدولي.

في ختام المؤتمر، أعلنت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة أمينة محمد أن الحكومة الإسبانية، بدعم من الأمين العام للأمم المتحدة وبالتشاور مع الدول الأعضاء وأصحاب المصلحة، ستعمل على تفعيل منتدى إشبيلية للديون، والذي سيساعد الدول على التعلم من بعضها البعض وتنسيق نهجها في إدارة الديون والتفاوض وإعادة الهيكلة.

يتم تحميل المشغل....

أشارت نائبة الأمين العام للأمم المتحدة قائلة: "الجميع يركز على التنفيذ، التنفيذ ثم التنفيذ."

وأضافت: "الالتزامات المتفق عليها في الوثيقة الختامية تشمل تفاصيل محددة، والدول الأعضاء والمؤسسات المالية والشركات والمجتمع المدني بدأوا بالفعل بالتفكير في كيفية تنفيذ هذه الالتزامات بعقلية قادرة على التنفيذ." مشيرة إلى أن "هذه الجهود توفر أساساً لإعادة بناء الثقة والتضامن."

وأكدت نائبة الأمين العام قائلة: "الطريق أمامنا لن يكون سهلاً. التحديات العالمية التي نواجهها لن تُحل بين عشية وضحاها. لكنني أغادر إشبيلية وأنا واثقة من أننا نستطيع المضي قدماً معاً بوضوح وشجاعة وشعور بالهدف والالتزام."

واختتمت حديثها بقولها: "ليكن مؤتمر FFD4 إشبيلية مناسبة نتذكرها باعتبارها مؤتمراً اختار فيه العالم التعاون بدلاً من الانقسام، والوحدة بدلاً من التفرقة، والعمل بدلاً من الجمود. دعونا نغادر ونحن ملهمون ومستعدون لتمويل المستقبل الذي نريده."

من جانبه، قال بيدرو سانشيز، رئيس الوزراء (الرئيس الرسمي للحكومة): "في عالم منقسم، بعثنا من إشبيلية برسالة وحدة. لذا فإن التزام إشبيلية أو Compromiso de Sevilla ضروري في هذا السياق، حيث اتفقنا على اتفاق يحشد الموارد لزيادة التمويل وتعزيز القدرة المالية للدول النامية."

وأضاف سانشيز: "لقد توصلنا إلى اتفاق يُحسّن استدامة الديون وآليات المساءلة. كما يتضمن هذا الالتزام أكثر من 130 إجراءً محدداً من خلال منصة إشبيلية للعمل."

وأكد مجدداً: "اليوم، لا نغلق مؤتمراً فحسب، بل نفتح مساراً جديداً، ونعمل على شيء أقوى بكثير من خطاب الكراهية والمواجهة التي يروج لها البعض. لقد دافعنا عن ما هو مهم حقاً، وصوتنا أقوى لأنه مدعوم بالعقل والحقيقة، ولأننا نقف في الجانب الصحيح من التاريخ."

"عندما تمر السنوات وننظر إلى الوراء، فإن كل من كان هنا اليوم سيتذكر إشبيلية وهذه اللحظة بفخر. سنفخر لأننا فعلنا الصواب عندما كان من الضروري للغاية فعل ذلك. نحن ندافع عن قوة الكلمات فوق القوة، ونحوّل الكلمات إلى أفعال،" اختتم سانشيز حديثه.

لقد وضع التزام إشبيلية، الذي تم اعتماده بالتوافق في بداية المؤتمر، مساراً لسد فجوة التمويل السنوية البالغة 4 تريليون دولار لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في البلدان النامية. وهو أول إطار تمويل دولي متفق عليه بين الحكومات منذ عام 2015، وصرخة تعبئة لإصلاح نظام يفشل في تلبية احتياجات مليارات الناس ويبعد الأهداف العالمية عن التحقيق.

في وقت تتزايد فيه الديون، وتتناقص الاستثمارات، وتنكمش المساعدات، وتتفاقم التوترات التجارية، تواجه التنمية المستدامة تحديات غير مسبوقة. النتائج واضحة: 3 مليارات شخص يعيشون في بلدان تنفق أكثر على فوائد الديون من الإنفاق على الصحة أو التعليم. ومع تبقي خمس سنوات فقط لتحقيق أهداف التنمية المستدامة في ظل أوقات غير مؤكدة، يحدد التزام إشبيلية المسار من خلال ثلاث جبهات: تحفيز الاستثمار على نطاق واسع للتنمية المستدامة؛ معالجة أزمة الديون والتنمية؛ وإصلاح الهيكل المالي الدولي.

في إطار منصة إشبيلية للعمل، تم إطلاق 130 مبادرة خلال أربعة أيام من المؤتمر لبدء تنفيذ التزام إشبيلية. ركزت المبادرات على تعزيز الاستثمارات العامة والخاصة في التنمية المستدامة، بما في ذلك تعزيز الأنظمة الضريبية وتعبئة الموارد المحلية.

كما تم الإعلان عن آليات تمويل جديدة لمعالجة أعباء الديون غير المستدامة، بالإضافة إلى مبادرات تهدف إلى تعزيز الاستجابة للأزمات والقدرة على الصمود في مواجهة تغير المناخ، وتوسيع الوصول إلى الحماية الاجتماعية ودعم الاقتصادات المحلية والرقمية، وغيرها.

استناداً إلى الأسس التي أرساها إجماع مونتيري (2002)، وإعلان الدوحة (2008)، وأجندة أديس أبابا للعمل (2015)، بالإضافة إلى "الميثاق من أجل المستقبل" الذي اعتمدته الأمم المتحدة في سبتمبر الماضي، عقد المؤتمر الدولي الرابع لتمويل التنمية (FFD4) في إشبيلية، إسبانيا، من 30 يونيو إلى 3 يوليو 2025. وقد جمع المؤتمر أكثر من 15,000 مشارك، من بينهم نحو 60 من رؤساء الدول والحكومات، وشمل أكثر من 470 فعالية جانبية وخاصة، إلى جانب جلسات رئيسية مثل المنتدى الدولي للأعمال، ومعرض الاستثمار لأهداف التنمية المستدامة، وسلسلة من الإعلانات في إطار منصة إشبيلية للعمل.